كما عاد المدرب الإيطالي بالحديث إلى تجربته السابقة مع المنتخب الإنجليزي في مونديال جنوب إفريقيا 2010، مؤكدا أن الأخطاء التحكيمية كانت بمثابة النقطة السوداء التي تسببت في خروج منتخب "الأسود الثلاثة"، كما كشف المدرب السابق لنادي ميلان الإيطالي عن طريقة اللعب التي يحبذها، وعن أحسن لاعب برازيلي في رأيه.
في البداية، ما هي توقعاتك الأولية لمونديال البرازيل في جوان 2014؟
المنتخب الروسي لم يتأهل إلى منافسة كأس العالم منذ 12 سنة، وكان طوال هذه المدة يسعى جاهدا للوصول إلى أهدافه بالعمل الجاد والتركيز أكثر، أظن أن مونديال البرازيل سيكون بمثابة التجربة الحقيقية لنا من أجل تقديم مستوى كبير، وستكون له فوائد كبيرة على "الدب الروسي" في نهائيات كأس العالم التي ستقام في روسيا سنة 2018.
الكل يعلم أن تكوين منتخب قادر على مجابهة الكبار يعتبر من الأهداف الرئيسية التي تسعى للوصول إليها، هل يمكن القول إن مونديال البرازيل سيكون أقل أهمية من مونديال روسيا 2018 بالنسبة لك؟
صحيح أن الكثير من أهدافي المسطرة تمتد إلى المونديال الذي سينظم في بلد المنتخب الذي أدربه، ولكن لا يمكن حرق المراحل، فهناك منافسة على المستوى العالمي تنتظرنا بعد قرابة 6 أشهر من الآن، ولدينا طموح كبير من أجل اللعب على الأدوار الأولى، وهذا مهم جدا بالنسبة لنا.
ما هي أهدافك الرئيسية التي تنوي الوصول إليها من خلال مونديال البرازيل؟
الهدف الرئيسي هو التأهل إلى الدور الثاني ولعب المباريات الأولى بروح وعزيمة كبيرة من أجل الفوز والذهاب إلى أبعد دور ممكن، نعلم أن الأمور لن تكون سهلة في ظل المنافسة الكبيرة التي سنشهدها خاصة في الدور الأول، ولكن التأهل إلى الدور الثاني سيكون أكثر من ضروري بالنسبة لنا.
ما هي الصعوبات التي ترى أنها قد تقف حاجزا في وجه المنتخب الروسي خلال نهائيات كأس العالم بـ البرازيل؟
أظن أن بعد المسافة والظروف المناخية ستكون من الصعوبات التي سنواجهها في المونديال المقبل، ولكن لا أعذار لنا ويجب الذهاب إلى البرازيل بروح الفائز، والتأكيد أكثر على ضرورة القيام بدورة كبيرة تعكس سمعة المنتخب الذي قدم مستوى كبيرا خلال التصفيات المؤهلة إلى البرازيل.
كيف استطعت أن تعيد المنتخب إلى السكة الصحيحة بعد الخسارة أمام كل من البرتغال وإيرلندا الشمالية في مباريات التصفيات؟
الخطاب كان واضحا وصريحا، لقد ذكرت اللاعبين بأن المنتخب كان في صدارة المجموعة، ولا يمكننا أن نتأثر بالخسارة ونفقد كل حظوظنا في التأهل بسبب تعثر أو اثنين، بالإضافة إلى أن اللاعبين كانوا واعين بحجم المسؤولية، وهذا ما جعلهم يعودون بقوة إلى جو المنافسة على ورقة التأهل، خاصة خلال المباريات الأخيرة من الدور التصفوي.
هل كنت تشك في أن منتخبك لن يتأهل إلى مونديال البرازيل بعد الخسارة أمام كل من البرتغال وإيرلندا الشمالية؟
في الحقيقة لم أشك يوما في التأهل رغم الصعوبات التي مررنا بها، لأنني لمست عزيمة كبيرة لدى اللاعبين، والذين كان رد فعلهم إيجابيا خاصة بعد الخسارة، كما أن المستوى الكبير الذي قدمناه من خلال مباراتنا أمام أذربيجان خير دليل على قدرتنا في التأهل دون أي شكوك.
ما هي الخلطة السحرية التي وضعتها في المنتخب والتي جعلته يحقق فعالية هجومية كبيرة بتسجيله 20 هدفا، بالإضافة إلى الاستماتة الدفاعية بعدما تلقت التشكيلة 5 أهداف فقط؟
نسعى لتطوير أسلوب لعب يتكيف مع معطيات أسلوب اللعب الحديث، وهذا مهم جدا بالنسبة لنا، ولا أخفي عليكم أن التأهل للمونديال كان بعد تحقيقنا للتوازن والتوافق بين الخطوط الثلاثة، وهي العوامل التي لا تكون إلا بالعمل الجاد والمكثف.
ما هو أسلوب اللعب الذي تعتمد عليه وتراه ناجحا في التشكيلة الحالية للمنتخب؟
في الحقيقية، أعمل كثيرا على أن تكون الخطوط الثلاثة جد منظمة، مع إتاحة الفرصة للاعبين الذي يمكن أن يقدموا الإضافة باللعب الفردي، لا يمكن الاعتماد على طريقة لعب واحدة وهذا خطأ كبير، لأن المدرب يجب عليه أن يكون ذكيا ويعرف التركيبة البشرية لمنتخبه والمنتخب المنافس قبل كل شيء.
هل يمكن أن توضح أكثر؟
أسلوب اللعب يجب أن يستوحى من تركيبة اللاعبين التي تملكها، فهناك من المنتخبات من تعتمد على الكرات القصيرة وتضم لاعبين أقوى من الناحية الفنية كالمنتخب الإسباني، وهناك العكس كالمنتخب البلجيكي الذي يعتمد على القوة البدنية بفضل امتلاكه للاعبين يزيد طولهم على 1.86 متر، فكل مدرب يجب عليه أن يكتشف تركيبة لاعبيه قبل أن يقوم بالرسم التكتيكي المناسب.
تعتمد في الكثير من المباريات على اللعب الهجومي، هل يمكن أن تكشف لنا ما هي الأسباب الحقيقة لذلك؟
أعتمد في العديد من الأحيان على الكثير من المهاجمين لأن العناصر الحالية تقدم مستوى مقبولا من الناحية الهجومية، الشيء الذي يدفعني لرسم خطط تكتيكية تتلاءم وأسلوب اللاعبين الذين يمثلون المنتخب، وخاصة هؤلاء الذين يميلون إلى اللعب الهجومي، كل هذا يجعلني أحاول دوما أن ألعب ورقة الهجوم في ظل التركيبة البشرية التي يتوفر عليها المنتخب الروسي، ولكن لا يمكن أن نغفل الخطوط الأخرى التي يجب أن تكون متوازنة في الوقت ذاته مع العناصر الهجومية.
هل رسمت الملامح الأولية للتشكيلة الأساسية التي ستعتمد عليها في مونديال البرازيل؟
لا يمكن حسم الأمور مبكرا في الوقت الذي يوجد فيه الكثير من اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة، تهمني كثيرا المنافسة الموجودة بين اللاعبين لأن ذلك يدفعهم جميعا لتقديم المزيد، أريد تشكيلة شابة وبعزيمة أكبر على الفوز لأن المونديال سيكون بمثابة تجربة حقيقية لنا، بغض النظر عن النتائج التي سنخرج بها.
هل هناك لاعبون لا يمكنك الاستغناء عنهم في الوقت الحالي؟
الاعتماد على لاعبين معينين قد يعود على المنتخب بنتائج لا يحمد عقباها، ولكن أفضل دائما أن تكون التشكيلة كعمود فقري متكون من حارس كبير وذكي، ومدافع محوري متألق ووسط ميدان قادر على صناعة الفارق بالإضافة إلى مهاجم يغتنم أدنى فرصة تتاح له، وأكثر ما يهمني في كل هذا هي المهام التي يقوم بها القائد، فيجب أن يلعب دور الربان في السفينة ولا يجب أن تنحصر مهامه في الاعتراض على قرارات الحكم، ولهذا أفضل القائد الذي يملك شخصية قوية وخبرة أكثر، ودون ذلك فهو ليس قائدا ولا يصلح لذلك.
ما هي الذكريات التي لا تزال راسخة في ذهنك من المونديال السابق في جنوب إفريقيا، عندما كنت على رأس العارضة الفنية للمنتخب الإنجليزي؟
الذكرى الوحيدة التي لا تزال راسخة في ذهني ولا أستطيع نسيانها هي الاجتماع الذي عقد بين المدربين أين طالبت بحكام الخط، من الصعب أن تحضر طوال عامين كاملين بوتيرة عالية ثم تقصى من الأدوار المتقدمة لمجرد أن حكما لم يصفر ركلة جزاء حقيقية أو تغاضى عن هدف شرعي، هذا أمر صعب وأعتبرها ذكرى سيئة في مونديال 2010.
هل أنت مع التكنولوجيا الحديثة التي ستعتمد في الملاعب؟
أكيد، كان على الجهات المسؤولة أن تعتمد هذه الأساليب منذ مدة طويلة، كما أن حكم الخط يقلص الأخطاء التي قد يرتكبها الحكم الرئيسي إلى نسبة أقل، مسؤولية الحكم كبيرة والضغط يزداد عليه كلما كان خطأه جسيما، ولا أخفي عليكم أنني طالبت في مونديال 2010 بحكام الخط لأنه انتابني شعور بأن الحكم سيظلم أحد الفرق المشاركة وقد ونكون نحن، وهذا ما حدث أين سجلت المنافسة أخطاء تحكيمية كانت بمثابة النقطة السوداء.
ما هي الأمور التي ترى أنها ستصنع الفرجة في مونديال البرازيل 2014؟
أنا جد متفائل بهذا المونديال الذي سيقام في مهد كرة القدم، البلد الذي قدم الكثير من اللاعبين المتألقين ولا يزال يقدم لحد الآن، أتمنى أن تكون الفرجة حاضرة وأن يستمتع الجمهور باللعب النظيف والمنظم، وأن تتجنب المنافسة الأخطاء التي كانت في السابق.
هل تفكر في مونديال روسيا 2018 منذ الآن، خاصة وأن الأنظار ستكون متجهة إلى المنتخب الذي سينظم بلده هذه المنافسة العالمية؟
لا يمكن الحديث عن المنافسة التي ستجرى في 2018 منذ الآن، أركز حاليا على مونديال البرازيل، أريد نتائج إيجابية ومقبولة في هذه المنافسة، وأريد أيضا أن أرى لاعبين باستماتة أكبر وعزيمة على الفوز، وكما قلت في السابق، ستكون هذه المنافسة تجربة حقيقية بالنسبة لنا لأن الأهداف ستكون مضاعفة في المونديال المقبل الذي سيقام في روسيا، والذي سنكون من خلاله مطالبين بتقديم أفضل ما لدينا.
من هو أحسن لاعب برازيلي في رأيك؟
أظن أنه بيلي، لقد سمحت لي الفرصة باللعب أمامه عندما كنت لاعبا شابا بـ إيطاليا، في الوقت الذي كان يلعب فيه لناد أمريكي، كنت أراه في التلفزيون ولم أكن ألاحظ إمكانياته جيدا، ولكن قام بحركتين خلال تلك المباراة جعلتني أدرك أنه أحسن لاعب برازيلي في كل الأوقات.
ما هي الذكرى الأولى لك في منافسة كأس العالم؟
إنه نهائي السويد 1958 والذي جمع المنتخب المنظم بنظيره البرازيلي، أتذكر جيدا أنني شاهدت اللقاء في حانة على شاشة باللونين الأبيض والأسود، وأتذكر جيدا الهدف الرائع الذي سجله بيلي وعمره 17 سنة فقط، بالإضافة إلى ركلة الجزاء للاعب نيلس ليدلون الذي لعب في إيطاليا لنادي ميلان.
عن موقع "الفيفا"