منتدى تبسة الجديد
اهلا بك على منتدى تبسة الذي يشمل جميع مجلات الكمبيوتر
نحن ندعوك للتسجيل
شكراااا لكم عل الزيارة الرائعة
منتدى تبسة الجديد
اهلا بك على منتدى تبسة الذي يشمل جميع مجلات الكمبيوتر
نحن ندعوك للتسجيل
شكراااا لكم عل الزيارة الرائعة
منتدى تبسة الجديد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى تبسة الجديد


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتبسة
montada tebessa
أنت غير مسجل يا زائر فى منتدى تبسة الجديد . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
الـدردشــة|منتدى تبسة

 

 مجموعة من القصص الاسلامية 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
dhaw
عضو ماسي
عضو ماسي
dhaw


ذكر الأبراج الصينية : النمر
عدد المساهمات : 558
نقاط : 9043693
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/12/2013
العمر : 25
الموقع : تبسة
مجموعة من القصص الاسلامية 3 66


مجموعة من القصص الاسلامية 3 13632629025

مجموعة من القصص الاسلامية 3 1%20(18)

مجموعة من القصص الاسلامية 3 Picture
مجموعة من القصص الاسلامية 3 Wesam%20a3m

مجموعة من القصص الاسلامية 3 Empty
مُساهمةموضوع: مجموعة من القصص الاسلامية 3   مجموعة من القصص الاسلامية 3 Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 9:30 pm


القصة 37

المال الضائع



يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبى حنيفة ذات ليلة، وقال له: يا إمام! منذ مدة طويلة دفنت مالاً في مكان ما، ولكني نسيت هذا المكان، فهل تساعدني في حل هذه المشكلة؟

فقال له الإمام: ليس هذا من عمل الفقيه؛ حتى أجد لك حلاً. ثم فكرلحظة وقال له: اذهب، فصل حتى يطلع الصبح، فإنك ستذكر مكان المال إن شاء الله تعالى.

فذهب الرجل، وأخذ يصلي. وفجأة، وبعد وقت قصير، وأثناء الصلاة، تذكر المكان الذي دفن المال فيه، فأسرع وذهب إليه وأحضره.

وفي الصباح جاء الرجل إلى الإمام أبى حنيفة ، وأخبره أنه عثر على المال، وشكره ، ثم سأله: كيف عرفت أني سأتذكر مكان المال ؟! فقال الإمام: لأني علمت أن الشيطان لن يتركك تصلي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك.



القصة 38


القارب العجيب



تحدى أحد الملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا.

وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر. فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !

وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره، تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم. فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمع الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه؟!

فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟!



القصة 39


يوم ذي قار



كان من أعظم أيام العرب ، وأبلغها في توهين أمر الأعاجم ، وهو يوم لبني شيبان ، وهوأول يوم انتصرت فيه العرب على العجم . وخبره كالتالي :

ذكر كسرى بن هرمز يوماً الجمال العربي ، وكان في مجلسه رجل عربي يقال له : زيد بن عدي ، وكان النعمان قد غدر بأبيه وحبسه ثم قتله ، فقال له : أيها الملك العزيز إن خادمك النعمان بن المنذر عنده من بناته وأخواته وبنات عمه وأهله أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة .

وأرسل كسرى زيداً هذا إلى النعمان ومعه مرافق لهذه المهمة ، فلما دخلا على النعمان قالا له : إن كسرى أراد لنفسه ولبعض أولاده نساءاً من العرب ، فأراد كرامتك ، وهذه هي الصفات التي يشترطها في الزوجات . فقال له ا لنعمان : أما في مها السواد وعين فارس ما يبلغ به كسرى حاجته ؟ يا زيد سلّم على كسرى ، قل له : إن النعمان لم يجد فيمن يعرفهن هذه الصفات ، وبلغه عذري . ووصل زيد إلى كسرى فأوغر صدره ، وقال له : إن النعمان يقول لك : ستجد في بقر العراق من يكفينك .

فطار صواب كسرى وسكت لكي يأمن النعمان بوائقه ، ثم أرسل إلى النعمان يستقدمه ، فعرف النعمان أنه مقتول لا محالة ، فحمل أسلحته وذهب إلى بادية بني شيبان حيث لجأ إلى سيدهم هانئ بن مسعود الشيباني وأودع عنده نسوته ودروعه وسلاحه ، وذهب إلى كسرى ، فمنعه من الدخول إليه وأهانه ، وأرسل إليه من ألقى القبض عليه ، وبعث به إلى سجن كان له ، فلم يزل به حتى وقع الطاعون هناك فمات فيه .

وأقام كسرى على الحيرة ملكاً جديداً هو إياس بن قبيصة الطائي ، وكلفه أن يتصل بهانئ بن مسعود ويحضر ما عنده من نساء النعمان وسلاحه وعتاده ، فلما تلقى هانئ خطاب كسرى رفض تسليم الأمانات ، فخيره كسرى إما أن يعطي ما بيده ، أو أن يرحل عن دياره ، أو أن يحارب ، فاختار الحرب ، وبدأ يعد جيشاً من بكر بن وائل ومن بني شيبان ومن عجل ويشكر والنمر بن قاسط وبني ذهل .

وفي أثناء ذلك جمع كسرى نخبة من أبطال الفرس ومن قبائل العرب التي كانت موالية له وخصوصاً قبيلة إياد ، ووجههم ليجتاحوا هانئاً ويحضروه صاغراً إلى كسرى.

فلما وصل جيش كسرى وحلفاؤهم من العرب أرسلت قبيلة إياد إلى هانئ : نحن قدمنا إلى قتالك مرغمين ، فهل نحضر إليك ونفرّ من جيش كسرى؟ فقال لهم : بل قاتلوا مع جنود كسرى ، واصمدوا إلينا أولاً ، ثم انهزموا في الصحراء ، وإذ ذاك ننقض على جيش كسرى ونمزقهم .

وقدم الجيش الفارسي وحلفاؤهم من إياد فوجدوا جيش هانئ قد اعتصم بصحراء لا ماء فيها ولا شجر ، وقد استقى هانئ لجيشه من الماء ما يكفيهم ،فبدأ الفرس يموتون من العطش ، ثم انقضوا على جيش هانئ كالصواعق ، وبينما هم في جحيم المعركة انهزمت قبيلة إياد أمام هانئ وانقضت على الفرس الذين حولها ، فأثخنت فيهم ومزقتهم ، وقتل كل أبطال فارس الذين أرسلهم كسرى لإحضار هانئ حياً ، فلما رجعت بعض فلول الفرس إلى كسرى إذا هم كالفئران الغارقة في الزيت .

وكانت ساحة ذي قار أرضاً يغطي الزفت والقطران كثيراً من أرضها ، فلما رآهم كسرى على ذلك الشكل قال لهم : أين هانئ ؟ وأين أبطالكم الذين لا يعرفون الفرار، فسكتوا فصاح بهم ، فقالوا : لقد استقبلنا العرب في صحرائهم فتهنا فيها ومات جميع القادة وخانتنا قبيلة إياد حين رأوا بني جنسهم ، فكاد كسرى يفقد عقله ، ولم يمضي عليه وقت قصير حتى مات حسرة ، فتولى مكانه ابنه شيرويه .

وقد حدث بعض من حضر يوم ذي قار أن قبائل بكر استصحبوا من خلفهم نساءهم وانقضوا على الجيش الفارسي ، فبرز أحد العلوج وطلب المبارزة فانقض عليه عربي من بني يشكر اسمه برد بن حارثة اليشكري فقتله ، وكان هانئ قد نصب كميناً من وراء الجيش الفارسي ، فانقض الكمين على الملك الجديد الذي كان كسرى عينه خلفاً للنعمان بن المنذر ، وفي أثناء ذلك أحس العرب روابط الأخوة التي تنتظمهم ، فانسحب من جيش فارس كثير من العرب الذين كانوا يعطون ولاءهم لفارس من قبائل تميم وقيس عيلان فانقضوا على الفرس الذين يلونهم بعد أن كانوا يدينون بالولاء لهم ، وعرف العرب أنهم كانوا مخدوعين بملك رخيص كان كسرى يضحك به على بعض أذنابه منهم .

وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه لما بلغه انتصار قبائل بكر بقيادة هانئ بن مسعود الشيباني على عساكر الفرس قال : ( هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم ، وبي نصروا ) .

والحق أن انتصار العرب على العجم في ذي قار كان نواة لمعركة القادسية التي أعز الله فيها قبائل العرب بنور الإسلام ، ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام .







أبطال ومواقف ، لأحمد فرح عقيلان ،ص 11 ، وأيام العرب في الجاهلية لمحمد أبو الفضل وآخرين ،ص6





--------------------------------------------------------------------------------

القصة 40


قصة عن الأمانة



قصـة عجـيبـة في الأمانة !
نحن في زمان قلت فيه الأمانة ، وكثرت فيه الخيانة ، وأصبح كثير من الناس لا يؤتمنون ، و إذا اؤتمنوا خانوا ، وأصبحوا يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة ، حتى أصبح يقال : إن في بني فلان رجلاً أميناً ، لندرة الأمانة بين الخلق ، وكأن الناس ما علموا أن الأمانة والرحم يقفان يوم القيامة على جنبتي الصراط يميناً وشمالاً ، لعظم أمرهما وكبر موقعهما ، وليطالبا من يريد الجواز بحقهما .

وأما سلفنا السابقون فقد تجذرت الأمانة في قلوبهم ، فبها يتبايعون ، ويتعاملون ، ولهم في ذلك قصص وأخبار ، من ذلك ما حكاه ابن عقيل عن نفسه :

حججت فالتقطت عقد لؤلؤ في خيط أحمر ، فإذا شيخ ينشده ، ويبذل لملتقطه مائة دينار، فرددته عليه ، فقال : خذ الدنانير ، فامتنعت وخرجت إلى الشام ، وزرت القدس ، وقصدت بغداد فأويت بحلب إلى مسجد وأنا بردان جائع ، فقدموني ، صليت بهم ، فأطعموني ، وكان أول رمضان ، فقالوا : إمامنا توفي فصل بنا هذا الشهر ، ففعلت ، فقالوا : لإمامنا بنت فزوجت بها ، فأقمت معها سنة ، وأولدتها ولداً بكراً ، فمرضت في نفاسها ، فتأملتها يوماً فإذا في عنقها العقد بعينه بخيطه الأحمر ، فقلت لها : لهذا قصة ، وحكيت لها ، فبكت وقالت : أنت هو والله ، لقد كان أبي يبكي ، ويقول : اللهم ارزق بنتي مثل الذي رد العقد عليّ ، وقد استجاب الله منه ، ثم ماتت ، فأخذت العقد والميراث ، وعدت إلى بغداد .

وقال ابن المبارك : استعرت قلماً بأرض الشام ، فذهبت على أن أرده ، فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي ، فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه .



منجد الخطيب ، لأحمد بن صقر السويدي ،ص 201






القصة 41

حلف الفضول




قدم إلى مكة المكرمة تاجر يماني من قبيلة زبيد ومعه تجارة ، فاشتراها منه رجل من قريش كان معروفاً بالعناد والباطل والظلم ، هو العاص بن وائل السهمي ، والد عمرو بن العاص وهشام بن العاص رضي الله عنهما . وبعد أن قبض العاص البضاعة واستقرت عنده أنكر حق الرجل .

فلما يأس الزبيدي من نصرة قريش ، وقف في وسط المسجد الحرام بجوار الكعبة ، وأنشد بأعلى صوته :

يا آل فهر لمظلوم بضاعتـه ............... ببطن مكة نائي الدار والنفر
ومحرم أشعث لم يقض عمرته .............. يا للرجال وبين الحِجر والحَجر
البيت هذا لمن تمت مروءته .............. وليس للفاجر المأفـون والغدر

فقام أحد أشراف بني عبد المطلب واسمه الزبير فقال للزبيدي : لبيك جاءتك النّصفة ، والله إن هذا ظلم لا يصبر عليه و لا يترك ، وسارع في الحال إلى بيت رجل من كرام قريش اسمه عبد الله بن جدعان ، وكان من رهط أبي بكر الصديق ، وكان ممدّحاً جواداً ، الذي قام بدوره ونهض فنادى في أفناء قريش وأحيائها : هلم يا أشراف مكة إلى بيتي نبرم حلفاً ينصر المظلوم ، ويأخذ على يد الظالم .

فاستجاب له نفر من أهل الغيرة والمعروف من بني هاشم وبني المطلب ، وبني أسد وهم قوم خديجة ، وبني زهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم ، وبين تيم ومنهم ابن جدعان نفسه ، فأبروا حلفاً وتعاقدوا ألا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها ومن غيرهم من سائر الناس إلا أقاموا معه حتى يردوا مظلمته ، فسمت قريش ذلك حلف الفضول – يعني الأفاضل - .

وفي الحال توجه أعضاء الحلف إلى بيت العاص ، فدفع حق الزبيدي صاغراً.
وبعدها بقليل غصب أحد القرشيين بنتاً من خثعم ، فاستعدى أبوها الفضول ، فردوها مكرمة لم تصب بسوء ، فأثبت العرب أن لهم أساساً من الفضائل وخلفية من الأخلاق حتى قبل بعثة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي أعلن أنه إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق .

وما أجمل قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لقد شهدت مع عمومتي حلفا ًفي دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت ) .





--------------------------------------------------------------------------------

القصة 42

جرة الذهب



قال البخاري : حدثنا إسحاق بن نصر ، أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى رجل من رجل عقارا له فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب ، فقال له الذي اشترى العقار : خذ ذهبك مني إنما اشتريت منك الأرض ، ولم أبتع منك الذهب وقال الذي له الأرض : إنما بعتك الأرض وما فيها ، فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه : ألكما ولد ؟ قال أحدهما : لي غلام وقال الآخر : لي جارية قال : أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه ، وتصدقا هكذا روى البخاري هذا الحديث في أخبار بني إسرائيل ، وأخرجه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق به .
وقد روي أن هذه القصة وقعت في زمن ذي القرنين وقد كان قبل بني إسرائيل بدهور متطاولة والله أعلم .
قال إسحاق بن بشر في كتابه " المبتدأ " عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن : إن ذا القرنين كان يتفقد أمور ملوكه وعماله بنفسه ، وكان لا يطلع على أحد منهم خيانة إلا أنكر ذلك عليه ، وكان لا يقبل ذلك حتى يطلع هو بنفسه . قال : فبينما هو يسير متنكرا في بعض المدائن فجلس إلى قاض من قضاتهم أياما لا يختلف إليه أحد في خصومة ، فلما أن طال ذلك بذي القرنين ، ولم يطلع على شيء من أمر ذلك القاضي ، وهم بالانصراف إذا هو برجلين قد اختصما إليه ، فادعى أحدهما فقال : أيها القاضي إني اشتريت من هذا دارا عمرتها ووجدت فيها كنزا ، وإني دعوته إلى أخذه ، فأبى علي فقال له القاضي : ما تقول قال : ما دفنت وما علمت به ، فليس هو لي ، ولا أقبضه منه قال المدعي : أيها القاضي مر من يقبضه فتضعه حيث أحببت فقال القاضي : تفر من الشر وتدخلني فيه ، ما أنصفتني ، وما أظن هذا في قضاء الملك ، فقال القاضي : هل لكما في أمر أنصف مما دعوتماني إليه ؟ قالا : نعم قال للمدعي : ألك ابن ؟ قال : نعم وقال للآخر : ألك ابنة ؟ قال : نعم قال : اذهبا فزوج ابنتك من ابن هذا وجهزوهما من هذا المال ، وادفعوا فضل ما بقي إليهما يعيشان به ، فتكونا قد صليتما بخيره وشره ، فعجب ذو القرنين حين سمع ذلك ، ثم قال للقاضي : ما ظننت أن في الأرض أحدا يفعل مثل هذا أو قاض يقضي بمثل هذا فقال القاضي : وهو لا يعرفه وهل أحد يفعل غير هذا ؟ قال ذو القرنين : نعم قال القاضي : فهل يمطرون في بلادهم ؟ فعجب ذو القرنين من ذلك ، وقال : بمثل هذا قامت السماوات والأرض .





--------------------------------------------------------------------------------

القصة 43


استلف الف دينار .. فماذا فعل؟



قال الإمام أحمد : حدثنا يونس بن محمد حدثنا ليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر أن رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال : ائتني بشهداء أشهدهم قال : كفى بالله شهيدا قال : ائتني بكفيل قال : كفى بالله كفيلا قال : صدقت ، فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر ، فقضى حاجته ثم التمس مركبا يقدم عليه للأجل الذي كان أجله ، فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها ، وأدخل فيها ألف دينار وصحيفة معها إلى صاحبها ثم زجج موضعها ثم أتى بها البحر ، ثم قال : اللهم إنك قد علمت أني استسلفت من فلان ألف دينار فسألني كفيلا فقلت : كفى بالله كفيلا فرضي بذلك وسألني شهيدا فقلت : كفى بالله شهيدا فرضي بذلك وإني قد جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه بالذي له ، فلم أجد مركبا وإني أستودعتكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ، ثم انصرف ينظر وهو في ذلك يطلب مركبا إلى بلده ، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا يجيء بماله ، فإذا بالخشبة التي فيها المال ، فأخذها لأهله حطبا فلما كسرها وجد المال والصحيفة ثم قدم الرجل الذي كان تسلف منه فأتاه بألف دينار ، وقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه قال : هل كنت بعثت إلي بشيء قال : ألم أخبرك أني لم أجد مركبا قبل هذا الذي جئت فيه قال : فإن الله أدى عنك الذي بعثت به في الخشبة فانصرف بألفك راشدا هكذا رواه الإمام أحمد مسندا ، وقد علقه البخاري في غير موضع من صحيحه بصيغة الجزم عن الليث بن سعد وأسنده في بعضها عن عبد الله بن صالح كاتب الليث عنه ، والعجب من الحافظ أبي بكر البزار كيف رواه في مسنده عن الحسن بن مدرك عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ثم قال : لا يروى إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.




--------------------------------------------------------------------------------

القصة 44


آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة




حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم قصة آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة، وما جرى من حوار بينه وبين ربه، وما أعطاه الله من الكرامة العظيمة التي لم يصدق أن الله أكرمه بها لعظمها، وقد جمع ابن الأثير روايات هذا الحديث في جامع الأصول ومنه نقلنا هذه الأحاديث

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها ، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة : رجل يخرج من النار حبوا، فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يارب وجدتها ملأى ، فيقول الله عز وجل: اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي- أو تضحك بي - وأنت الملك؟ قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة).أخرجه البخاري ومسلم

ولمسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار: رجل يخرج منها زحفا فيقال له: انطلق فادخل الجنة، قال : فيذهب فيدخل الجنة ، فيجد الناس قد أخذوا المنازل، فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول : نعم، فيقال له : تمن، فيتمنى، فيقال له: لك الذي تمنيت، وعشرة اضعاف الدنيا، فيقول أتسخر بي وأنت الملك؟ قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه). وفي رواية الترمذي مثل هذه التي لمسلم


عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( آخر من يدخل الجنة رجل ، فهو يمشي مرة ، ويكبو مرة ، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال : تبارك الذي نجاني منك ، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة ، فيقول يا رب: ادنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها، واشرب من مائها، فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟ فيقول : لا ، يارب ، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، قال : وربه عز وجل يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها ن فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، فيقول : اي رب ، أدنني من هذه لشرب من مائها، وأستظل بظلها ، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، الم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه تعالى يعذره، لأنه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة له عند باب الجنة، وهي أحسن من الأوليين، فيقول: أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها ، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ قال : بلى، يا رب لا أسألك غيرها - وربه عز وجل يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه- فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمع اصوات أهل الجنة ، فيقول اي رب أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم ن ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟ قال : يارب، اتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فضحك ابن مسعود، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا مم تضحك؟ قال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا مما تضحك يا رسول الله؟ فقال : من ضحك رب العالمين ، حين قال : أتستهزئ بي وأنت رب العالمين؟ فيقول : إني لا استهزئ منك، ولكني على ما اشاء قادر) أخرجه مسلم





--------------------------------------------------------------------------------

القصة 45


جريج أحد عباد بني إسرائيل




قال الإمام أحمد : حدثنا وهب بن جرير حدثني أبي سمعت محمد بن سيرين يحدث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى ابن مريم قال : وكان في بني إسرائيل رجل عابد يقال له : جريج فابتنى صومعة وتعبد فيها قال : فذكر بنو إسرائيل عبادة جريج فقالت : بغي منهم لئن شئتم لأفتننه ! فقالوا : قد شئنا ذاك قال : فأتته فتعرضت له فلم يلتفت إليها فأمكنت نفسها من راع كان يؤوي غنمه إلى أصل صومعة جريج فحملت فولدت غلاما فقالوا : ممن ؟ قالت : من جريج فأتوه ، فاستنزلوه فشتموه وضربوه وهدموا صومعته فقال : ما شأنكم ؟ قالوا : إنك زنيت بهذه البغي فولدت غلاما فقال : وأين هو ؟ قالوا : هو هذا قال : فقام فصلى ودعا ثم انصرف إلى الغلام فطعنه بإصبعه فقال : بالله يا غلام من أبوك ؟ فقال : أنا ابن الراعي ، فوثبوا إلى جريج فجعلوا يقبلونه وقالوا : نبني صومعتك من ذهب قال : لا حاجة لي في ذلك ابنوها من طين كما كانت قال : وبينما امرأة في حجرها ابن لها ترضعه إذ مر بها راكب ذو شارة فقالت :اللهم اجعل ابني مثل هذا قال : فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال : اللهم لا تجعلني مثله قال : ثم عاد إلى ثديها فمصه قال أبو هريرة : فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي صنيع الصبي ووضع أصبعه في فمه يمصها ثم مرت بأمة تضرب فقالت : اللهم لا تجعل ابني مثلها قال : فترك ثديها وأقبل على الأمة فقال : اللهم اجعلني مثلها قال : فذاك حين تراجعا الحديث فقالت : حلقى ! مر الراكب ذو الشارة فقلت : اللهم اجعل ابني مثله فقلت : اللهم لا تجعلني مثله ، ومررت بهذه الأمة فقلت : اللهم لا تجعل ابني مثلها ، فقلت : اللهم اجعلني مثلها فقال : يا أمتاه إن الراكب ذو الشارة جبار من الجبابرة ، وإن هذه الأمة يقولون : زنت ولم تزن وسرقت ولم تسرق وهي تقول : حسبي الله وهكذا رواه البخاري في أحاديث الأنبياء ، وفي المظالم عن مسلم بن إبراهيم ومسلم في كتاب الأدب عن زهير بن حرب عن يزيد بن هارون كلاهما عن جرير بن حازم به .
طريق أخرى وسياق آخر قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان جريج يتعبد في صومعته قال : فأتته أمه فقالت : يا جريج أنا أمك فكلمني قال : وكان أبو هريرة يصف كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفها ، وضع يده على حاجبه الأيمن قال : فصادفته يصلي قال : يا رب أمي وصلاتي فاختار صلاته فرجعت ثم أتته فصادفته يصلي فقالت : يا جريج أنا أمك فكلمني فقال : يا رب أمي وصلاتي فاختار صلاته فقالت : اللهم هذا جريج وانه ابني وإني كلمته فأبى أن يكلمني اللهم فلا تمته حتى تريه المومسات .
ولو دعت عليه أن يفتتن لافتتن قال : وكان راع يأوي إلى ديره فخرجت امرأة فوقع عليها الراعي فولدت غلاما فقيل : ممن هذا ؟ فقالت : هو من صاحب الدير فأقبلوا بفؤوسهم ومساحيهم وأقبلوا إلى الدير فنادوه فلم يكلمهم فأقبلوا يهدمون ديره فنزل إليهم فقالوا : سل هذه المرأة قال أراه تبسم قال : ثم مسح رأس الصبي فقال : من أبوك ؟ قال : راعي الضأن قالوا : يا جريج نبني ما هدمنا من ديرك بالذهب والفضة قال : لا ولكن أعيدوه كما كان ففعلوا ورواه مسلم في الاستئذان عن شيبان بن فروخ عن سليمان بن المغيرة به
سياق آخر قال الإمام أحمد : حدثنا عفان حدثنا حماد أنبأنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يتعبد في صومعته فأتته أمه ذات يوم فنادته فقالت : أي جريج أي بني أشرف علي أكلمك أنا أمك أشرف علي فقال : أي ربي صلاتي وأمي فأقبل على صلاته ثم عادت فنادته مرارا فقالت : أي جريج أي بني أشرف علي فقال : أي رب صلاتي وأمي فأقبل على صلاته فقالت : اللهم لا تمته حتى تريه المومسة.
وكانت راعية ترعى غنما لأهلها ثم تأوي إلى ظل صومعته فأصابت فاحشة فحملت فأخذت وكان من زنى منهم قتل فقالوا : ممن ؟ قالت : من جريج صاحب الصومعة فجاءوا بالفئوس والمرور فقالوا : أي جريج أي مراء انزل فأبى وأقبل على صلاته يصلي فأخذوا في هدم صومعته فلما رأى ذلك نزل فجعلوا في عنقه وعنقها حبلا فجعلوا يطوفون بهما في الناس فوضع أصبعه على بطنها فقال : أي غلام من أبوك ؟ فقال : أبي فلان راعي الضأن فقبلوه ، وقالوا : إن شئت بنينا لك صومعتك من ذهب وفضة . قال أعيدوها كما كانت . .
وهذا سياق غريب وإسناده على شرط مسلم ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب من هذا الوجه .
فهؤلاء ثلاثة تكلموا في المهد عيسى ابن مريم عليه السلام وقد تقدم الكلام على قصته وصاحب جريج ابن البغي من الراعي كما سمعت والثالث ابن المرأة التي كانت ترضعه فتمنت له أن يكون كصاحب الشارة الحسنة فتمنى أن يكون كتلك الأمة المتهومة بما هي بريئة منه وهي تقول : حسبي الله ونعم الوكيل كما تقدم في رواية محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا وقد رواه الإمام أحمد عن هوذة عن عوف الأعرابي عن خلاس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بقصة هذا الغلام الرضيع وهو إسناد حسن.
وقال البخاري : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن الأعرج حدثه أنه سمع أبا هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما امرأة ترضع ابنها إذ مر بها راكب وهي ترضعه فقالت : اللهم لا تمت ابني حتى يكون مثل هذا فقال : اللهم لا تجعلني مثله ثم رجع في الثدي ومر بامرأة تجر ويلعب بها فقالت : اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فقال : اللهم اجعلني مثلها فقال : أما الراكب فإنه كافر ، وأما المرأة فإنهم يقولون : إنها تزني وتقول : حسبي الله ويقولون : تسرق وتقول : حسبي الله وقد رود في من تكلم في المهد أيضا شاهد يوسف كما تقدم وابن ماشطة آل فرعون والله أعلم.





--------------------------------------------------------------------------------

القصة 46

برصيصا




قال ابن جرير حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي حدثنا أبي عن أبيه عن جده عن الأعمش عن عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ قال ابن مسعود : وكانت امرأة ترعى الغنم وكان لها إخوة أربعة ، وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب قال : فنزل الراهب ففجر بها فحملت ، فأتاه الشيطان فقال له : اقتلها ثم ادفنها فإنك رجل مصدق يسمع قولك فقتلها ثم دفنها قال : فأتى الشيطان إخوتها في المنام فقال لهم : إن الراهب صاحب الصومعة فجر بأختكم فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا وكذا فلما أصبحوا قال رجل منهم : والله لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك ؟ قالوا : لا بل قصها علينا قال : فقصها فقال الآخر : وأنا والله لقد رأيت ذلك فقال الآخر : وأنا والله لقد رأيت ذلك قالوا : فوالله ما هذا إلا لشيء فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب فأتوه فأنزلوه ثم انطلقوا به فأتاه الشيطان فقال : إني أنا الذي أوقعتك في هذا ، ولن ينجيك منه غيري ، فاسجد لي سجدة واحدة ، وأنجيك مما أوقعتك فيه قال : فسجد له ، فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه ، وأخذ فقتل وهكذا روي عن ابن عباس وطاوس ومقاتل بن حيان نحو ذلك.
وقد روي عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه بسياق آخر فقال ابن جرير حدثنا خلاد بن أسلم حدثنا النضر بن شميل أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت عبد الله بن نهيك سمعت عليا يقول : إن راهبا تعبد ستين سنة ، وإن الشيطان أراده ، فأعياه فعمد إلى امرأة فأجنها ، ولها إخوة فقال لإخوتها : عليكم بهذا القس فيداويها قال : فجاءوا بها إليه فداواها وكانت عنده ، فبينما هو يوما عندها ، إذ أعجبته ، فأتاها فحملت ، فعمد إليها فقتلها فجاء إخوتها فقال الشيطان : للراهب أنا صاحبك إنك أعييتني أنا صنعت هذا بك فأطعني أنجك مما صنعت بك ، اسجد لي سجدة فسجد له فلما سجد له قال : إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين ، فذلك قوله كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .





--------------------------------------------------------------------------------

القصة 47


الثلاثة الذين أووا إلى الغار




قال الإمام البخاري : حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذا أصابهم مطر ، فآووا إلى غار فانطبق عليهم فقال بعضهم لبعض : إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق ، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه فقال واحد منهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير ، عمل لي على فرق من أزر فذهب وتركه وأني عمدت إلى ذلك الفرق ، فزرعته فصار من أمره أني اشتريت منه بقرا وأنه أتاني يطلب أجره فقلت : اعمد إلى تلك البقر ، فسقها فقال لي : إنما لي عندك فرق من أرز فقلت له : اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساخت عنهم الصخرة .
فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت عنهما ليلة ، فجئت وقد رقدا وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع ، وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي ، فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما ، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ، فانساخت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء.
فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم من أحب الناس إلي ، وأني راودتها عن نفسها ، فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار ، فطلبتها حتى قدرت ، فأتيتها بها فدفعتها إليها ، فأمكنتني من نفسها ، فلما قعدت بين رجليها قالت : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقمت وتركت المائة دينار فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ففرج الله عنهم فخرجوا ورواه مسلم عن سويد بن سعيد عن علي بن مسهر به . وقد رواه الإمام أحمد منفردا به عن مروان بن معاوية عن عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ، ورواه الإمام أحمد من حديث وهب بن منبه عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من هذا السياق وفيه زيادات . ورواه البزار من طريق أبي إسحاق عن رجل من بجيلة عن النعمان بن بشير مرفوعا مثله ، ورواه البزار في مسنده من حديث أبي حنش عن علي ابن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.





--------------------------------------------------------------------------------

القصة 48

الأعمى والأبرص والأقرع



روى البخاري ومسلم من غير وجه ، عن همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأعمى وأقرع بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا ، فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ فقال : لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال : فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا فقال : أي المال أحب إليك قال : الإبل - أو قال : البقر هو شك في ذلك ، أن الأبرص والأقرع قال أحدهما : الإبل وقال الآخر : البقر - فأعطي ناقة عشراء فقال : يبارك لك فيها.
قال : وأتى الأقرع فقال : أي المال أحب إليك قال : شعر حسن ويذهب عني هذا ، قد قذرني الناس فمسحه فذهب ، وأعطي شعرا حسنا قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر فأعطاه بقرة حاملا وقال : يبارك لك فيها.
وأتى الأعمى فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال : فمسحه فرد الله إليه بصره قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الغنم فأعطاه شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد من الغنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال ، بعيرا أتبلغ عليه في سفري فقال له : إن الحقوق كثيرة فقال له : كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس ؟ فقيرا فأعطاك الله عز وجل فقال : لقد ورثت لكابر عن كابر ! فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت.
وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له : مثل ما قال لهذا ، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت.
وأتى الأعمى في صورته فقال : رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك ، شاة أتبلغ بها في سفري فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري وفقيرا فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل فقال : أمسك مالك فإنما ابتليتم ، فقد رضي الله عنك ، وسخط على صاحبيك هذا لفظ البخاري في أحاديث بني إسرائيل .



القصة 49


أعرابي ابكى عمر

* قيل : إن أعرابياً وقف على عمر بن الخطاب فقال :

يا عمر الخيـر جـزيت الجـنة أكس بـنـياتي وأمهـنـه
وكـن لـنا في ذا الزمـان جـنة أقـســــم بــالله لـتفعـلنــه

فقال عمر: وإن لم افعل يكون ماذا؟
قال : إذاً أبا حفص لأمضينه
فقال : فإن مضيت يكون ماذا؟
قال :

والله عنهــن لتســـألــنــه يوم تكـون الأعـطيات منه
ومـوقـف المـسـؤول بـينهـن إمّــا إلى نار وإمّـا جنـة

فبكى عمر حتى أخضلت لحيته , ثم قال لغلامه : يا غلام ، أعطه قميصي هذا
لذلك اليوم ، لا لشعره. والله , لا أملك غيره






--------------------------------------------------------------------------------

القصة 50

ســـوء الخاتمة

كان بمصر مؤذن عليه علامات الصلاح وذات يوم صعد المنارة ليؤذن فرأى
نصرانية من المنارة فافتتن بها فذهب إليها فامتنعت أن تجيبه إلى ريبة وشبهة
فقال لها أتزوجك ، فقالت : أنت مسلم – وأنا نصرانية فلا يرضى أبي . قال
أتنصر . فقالت الآن يجيبك ويرضى . فتنصر الرجل والعياذ بالله ووعدوه أن
يدخلوه عليها وفي أثناء ذلك اليوم صعد سطحاً لحاجة فزلت قدمه فوقع ميتاً
فلا هو ظفر بها ولا هو ظفر بدينه

فنعوذ بالله من سـوء الخاتــمة






--------------------------------------------------------------------------------

القصة 51


الأ عرابي والمهدي

خرج الخليفة العباسي المهدي يتصيد، فغار به فرسه حتى وقع في خباء أعرابي، فقال يا أعرابي،
هل من قرى(1)؟ فأخرج له قرص شعير فأكله، ثم أخرج له فضلةً من لبن فسقاه، ثم أتاه بنبيذ في ركوة(2) فسقاه. فلما شرب قال للأعرابي:
أتدري من أنا؟ قال: لا.
قال: أنا من خدم أمير المؤمنين الخاصة.
فقال ألأعرابي: بارك الله لك في موضعك، ثم سقاه مرةً أخرى، فشرب.
قال المهدي: يا أعرابي، أتدري من أنا؟
فقال: زعمت أنك من خدم أمير المؤمنين الخاصة.
قال: لا، أنا من قوّاد أمير المؤمنين.
فقال الأعرابي: رحبت بلادك وطاب مرادك، ثم سقاه الثالثة.
فلمّا فرغ قال: يا أعرابي، أتدري من أنا؟
قال: زعمت أنك من قواد أمير المؤمنين.
قال المهدي: لا، ولكنني أمير المؤمنين.
فأخذ الأعرابي الركوة فوكأها(3) وقال:
إليك عنّي، فوالله لو شربت الربعة لادعيت أنك رسول الله.
فضحك المهدي حتى غُشي عليه.
ثمّ أحاطت به الخيل، ونزل إليه الأمراء والأشراف. فطار قلب الأعرابي. فقال له المهدي لا باس عليك ولا خوف، ثم أمر له بكسوةٍ ومال جزيل.



ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) قرى: ضيافة.
(2) الركوة: إنا صغير من جلد.
(3) وكأها: أقعدها في مكانها.





--------------------------------------------------------------------------------

القصة 52


نهاية الظالمين

قال ابن البطريق في تاريخه كان القاهر قد أرتكب أموراً قبيحة لم يسمع بمثلها في الإسلام وذكر منها طرفاً طويلاً حكى أن رجلا قال : صليت في جامع المنصور ببغداد فإذا أنا بإنسان عليه جبة عنابية وقد ذهب وجهها وبقى بعض قطن بطانتها وهو يقول أيها الناس تصدقوا عليّ بالأمس كنت أمير المؤمنين وأنا اليوم من فقراء المسلمين ، فسألت عنه فقيل لي : أنه القاهر بالله ، وفي هذه الحكاية أعظم عبرة ، نعوذ بالله من سخطه وزوال نعمته ، وكانت خلافته ست سنين وستة أشهر وسبعة أيام ، وكان أهوج طائشاً سفاكاً للدماء يدمن السكر ، وكان له حربه يأخذها بيده فلا يضعها حتى يقتل إنساناً ، ولولا وجود الحاجب سلامة لأهلك الناس





--------------------------------------------------------------------------------

القصة 53

الان نبداء بقصص الانبياء


قصة من قصص سليمان عليه السلام



بسم الله والحمد والشكر لله والصلاة والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا وحبيبنا وقدوتنا وإمامنا محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين

روي أن سليمان بن داود عليه السلام جلس يوماً على ساحل البحر فرأى نملة في فمها حبة حنطة تذهب الى البحر فلما بلغت اليه خرجت من الماء سلحفاة و فتحت فاها فدخلت فيه النملة و دخلت السلحفاة الماء و غاصت فيه فتعجب سليمان من ذلك و غرق في بحر من التفكر حتى خرجت السلحفاة من البحر بعد مدة و فتحت فاها و خرجت النملة من فيها و لم يكن الحنطة معها فطلبها سليمان و سألها عن ذلك فقالت:يا نبي الله ان في قعر هذا البحر حجراً مجوفاً و فيه دودة عمياء خلقها الله تعالى فيه و أمرني بايصال رزقها و أمر السلحفاة بأن تأخذني و تحملني في فيها الى أن تبلغني الى ثقب الحجر فاذا بلغته تفتح فاها فأخرج منه و أدخل الحجر حتى أوصل اليها رزقها ثم أرجع فأدخل في فيها فتوصلني الى البر فقال سليمان: سمعت عنها تسبيحاً قط؟ قالت: نعم تقول يا من لا ينساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك يا أرحم الراحمين





--------------------------------------------------------------------------------

القصة 54

داوود عليه السلام

قبل البدء بقصة داود عليه السلام، لنرى الأوضاع التي عاشها بنو إسرائل في تلك الفترة.

لقد انفصل الحكم عن الدين..فآخر نبي ملك كان يوشع بن نون.. أما من بعده فكانت الملوك تسوس بني إسرائيل وكانت الأنبياء تهديهم. وزاد طغيان بني إسرائيل، فكانوا يقتلون الأنبياء، نبيا تلو نبي، فسلط الله عليهم ملوكا منهم ظلمة جبارين، ألوهم وطغوا عليهم.

وتتالت الهزائم على بني إسرائيل، حتى انهم أضاعوا التابوت. وكان في التابوت بقية مما ترك آل موسى وهارون، فقيل أن فيها بقية من الألواح التي أنزلها الله على موسى، وعصاه، وأمورا آخرى. كان بنو إسرائيل يأخذون التابوت معهم في معاركهم لتحل عليهم السكينة ويحققوا النصر. فتشروا وساءت حالهم.

في هذه الظروف الصعبة، كانت هنالك امرأة حامل تدعو الله كثيرا أن يرزقها ولدا ذكرا. فولدت غلاما فسمته أشموئيل.. ومعناه بالعبرانية إسماعيل.. أي سمع الله دعائي.. فلما ترعرع بعثته إلى المسجد وأسلمته لرجل صالح ليتعلم منه الخير والعبادة. فكان عنده، فلما بلغ أشده، بينما هو ذات ليلة نائم: إذا صوت يأتيه من ناحية المسجد فانتبه مذعورا ظانا أن الشيخ يدعوه. فهرع أشموئيل إلى يسأله: أدعوتني..؟فكره الشيخ أن يفزعه فقال: نعم.. نم.. فنام..
ثم ناداه الصوت مرة ثانية.. وثالثة. وانتبه إلى جبريل عليه السلام يدعوه: إن ربك بعثك إلى قومك.

لهذا النبي الكريم قصة يرويها الله تعالى في كتابه الكريم:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

ذهب بنو إسرائيل يوما.. سألوه: ألسنا مظلومين؟
قال: بلى..
قالوا: ألسنا مشردين؟
قال: بلى..
قالوا: ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته كي نقاتل في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا.
قال نبيهم وكان أعلم بهم: هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال؟
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا؟
قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم.
قالوا: كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك -أبناء يهوذا- كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغنى منه؟
قال نبيهم: إن الله اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه.
قالوا: ما هي آية ملكه؟
قال لهم نبيهم: يسرجع لكم التابوت تجمله الملائكة.

ووقعت هذه المعجزة.. وعادت إليهم التوراة يوما.. ثم تجهز جيش طالوت، وسار الجيش طويلا حتى أحس الجنود بالعطش.. قال الملك طالوت لجنوده: سنصادف نهرا في الطريق، فمن شرب منه فليخرج من الجيش، ومن لم يذقه وبل ريقه فقط فليبق معي في الجيش..

وجاء النهر فشرب معظم الجنود، وخرجوا من الجيش، وكان طالوت قد أعد هذا الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصاه، وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل العطش، وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم بسرعة. لم يبق إلا ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا، لكن جميعهم من الشجعان.

كان عدد أفراد جيش طالوت قليلا، وكان جيش العدو كبيرا وقويا.. فشعر بعض -هؤلاء الصفوة- أنهم أضعف من جالوت وجيشه وقالوا: كيف نهزم هذا الجيش الجبار..؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍!

قال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس بالعدة والعتاد، إنما النصر من عند الله.. (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ).. فثبّتوهم.

يحكي لنا المولى جل جلاله عما حدث مذ خرج طالوت بجنوده حتى وصلوا لجيش جالوت فيقول:

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه، وهو يطلب أحدا يبارزه.. وخاف منه جنود طالوت جميعا.. وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود.. كان داود مؤمنا بالله، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح، ولا ضخامة الجسم ومظهر الباطل.

وكان الملك، قد قال: من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنتي.. ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الإغراء.. كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله.. وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت..

وتقدم داود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه (وهو نبلة يستخدمها الرعاة).. تقدم جالوت المدجج بالسلاح والدروع.. وسخر جالوت من داود وأهانه وضحك منه ومن فقره وضعفه، ووضع داود حجرا قويا في مقلاعه وطوح به في الهواء وأطلق الحجر. فأصاب جالوت فقتله. وبدأت المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت. قال تعالى:

وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ

بعد فترة أصبح داود -عليه السلم- ملكا لبني إسرائيل، فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى.

وتأتي بعض الروايات لتخبرنا بأن طالوت بعد أن اشتهر نجم داوود أكلت الغيرة قلبه، وحاول قتله، وتستم الروايات في نسج مثل هذه الأمور. لكننا لا نود الخوض فيها فليس لدينا دليل قوي عليها. ما يهمنا هو انتقال الملك بعد فترة من الزمن إلى داود.

لقد أكرم الله نبيه الكريم بعدة معجزات. لقد أنزل عليه الزبور (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)، وآتاه جمال الصوت، فكان عندما يسبّح، تسبح الجبال والطيور معه، والناس ينظرون. وألان الله في يديه الحديد، حتى قيل أنه كان يتعامل مع الحديد كما كان الناس يتعاملون مع الطين والشمع، وقد تكون هذه الإلانة بمعنى أنه أول من عرف أن الحديد ينصهر بالحرارة. فكان يصنع منه الدروع. قال تعالى:

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
وقال تعالى في سورة الأنبياء:

وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ

كانت الدروع الحديدية التي يصنعها صناع الدروع ثقيلة ولا تجعل المحارب حرا يستطيع أن يتحرك كما يشاء أو يقاتل كما يريد. فقام داوود بصناعة نوعية جديدة من الدروع. درع يتكون من حلقات حديدية تسمح للمحارب بحرية الحركة، وتحمي جسده من السيوف والفئوس والخناجر.. أفضل من الدروع الموجودة أيامها..

وشد الله ملك داود، جعله الله منصورا على أعدائه دائما.. وجعل ملكه قويا عظيما يخيف الأعداء حتى بغير حرب، وزاد الله من نعمه على داود فأعطاه الحكمة وفصل الخطاب، أعطاه الله مع النبوة والملك حكمة وقدرة على تمييز الحق من الباطل ومعرفة الحق ومساندته.. فأصبح نبيا ملكا قاضيا.. قال تعالى:

وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.forumpalestine.com
 
مجموعة من القصص الاسلامية 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجموعة من القصص الاسلامية 1
» مجموعة من القصص الاسلامية 5
» مجموعة من القصص الاسلامية 6
» مجموع من القصص الاسلامية 2
» مجموع من القصص الاسلامية 4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تبسة الجديد :: قسم قصص-
انتقل الى: